الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

كيف تصبح مبتكرا


Posted: 09 Oct 2012 08:59 AM PDT
قوة الإبتكار، هي موهبة يمتلكها الجميع، كل شخص يكون مبتكرا، ولكن البعض لا يرى ذلك، قد يكون لقلة الثقة بنفسه وبأفكاره. وإن كنت منبهرا بأفكار وإبداعات بعض الأشخاص، أنت أيضا تستطيع أن تصبح مثلهم وأحسن منهم أيضا. لا تحتاج غير بعض الوقت لتزيل الغبار عن أفكارك، وبعض القناعات التي طالما فرضتها على نفسك رغم أنها خاطئة. إبدأ من الآن التفكير في نفسك كما أنت، ثق بأي فكرة تخطر في ذهنك، ولا تحبط نفسك قبل أن تجرب، فالذهب في أيدي الجاهل لا قيمة له، ولكن في ايدي الصائغ تكون قيمته كبيرة.
كيف تصبح مبتكرا
كيف تصبح مبتكرا


كيف تصبح مبتكرا

في مرات عديدة أشاهد أعمال فنية ولوحات للفن السيريال، والحقيقة لا أفهم بها أي شيء، ولو كنت التقيت بفنان له أعمال هكذا لكنت أحبطته من إنتقاداتي وجهلي لهذا الفن، ولكن في الحقيقة هو نوع من الإبداع، قد لا يفهمه الجميع بسبب صعوبته، وهنا مربط الفرس.

قد تفكر أحيانا في أمور كثيرة، وعندما تعرض أفكارك على الناس العاديين تجد سخرية كبيرة منهم، لا تجعل تلك السخرية تخبطك، بل لا تستشرهم من الأساس، عندما تفكر في أمور جديدة، إبحث عن أشخاص يفهمون في مجال الفكرة، لو كانت لديك فكرة مشروع لابد أن تسأل شخصا يفهم في السوق، ويعرف ميول الزبائن.
كلنا نستخدم البريد بالتأكيد، في الماضي جاء شخص بفكرة عمل شركة لخدمات توصيل الطرود للمنازل، وعندما عرض الفكرة على عائلته، أحبطوه، وتلقى نصيبه من الإهانة والإحتقار، إلا أنه رغم كلام عائلته بقي يفكر بجدية في الأمر، ووضع تخطيطا بسيطا لمشروعه، وأطلق مشروعه، كان لديه سيارة واحدة يدور البلاد كلها بتلك السيارة لكي يوصل الطلبات بأسرع ما يمكن. وفي الحقيقة كان الناس تعبو من البريد العادي الذي يتاخر بالأسابيع لإيصال الطرود، وكثيرا ما كانوا يعانون من هذا التأخر، وعندما أطلق هذا الشخص مشروعه، وجد الناس سرعة لا تقارن بالبريد العادي في إيصال الطرود، ونجحت الفكرة، وحتى اصبح الناس يرسلون أطعمة ومشروبات لعائلاتهم وتصل في اقل من يوم. وكبر المشروع إلى اصبح أكبر شركة لإيصال الطرود في العالم. وبدل السيارة أصبح يملك طائرات كبيرة للشحن.
لم يحتج الأمر غير فكرة، نعم رفضها كل المقربون واتهو صاحبها بالجنون، وحاولو إبعاده عن الفكرة بكل الطرق، ولكنه أصر على المحاولة، ومع بعض الوقت نجح.

أنت أيضا يمكنك النجاح في حياتك، وإيجاد أفكار مبتكرة توصلك لتحقيق كل ما تصبو إليه في حياتك. لن يكون الأمر سهلا ولا حتى صعبا، أنت فقط ستحتاج لبعض التركيز والممارسة، وأن تقدر نفسك، ولا تحتقر أفكارك، فكل فكرة بسيطة قد تكون مؤثرة كثيرا.

لا تستمع لنصائح الآخرين

من الصعب تقبل هذا، والجميع سيقول أن الناس تعرف، ولكني أسألك، لو لا قدر الله أصبت بمرض واضحة أعراضة، وشاهدك الناس ونصحوك ببعض الوصفات لكي تشفى، هل نصائحهم لها قيمة كبيرة؟
ما الأفضل، أن تذهب للطبيب وتسأله عن العلاج، أم تبقى تطبق كلام كل شخص يأتي إليك ويعطيك خلطة سحرية من وحي خياله.
الأمر نفسه في الحياة، عندما تفكر في مستقبلك أنت الوحيد الذي تعرف دائك والدواء، ولكي تتأكد من أن أفكارك صحيحة، إسأل من لهم تجربة قريبة لأفكارك، فلو فكرت أن تفتح مشروعا لبيع الملابسن لن تسأل صاحب الصيدلية، بل ستسأل شخصا سبق وعمل في المجال ويعرف ميول الزبائن وهو من سيفيدك حقا.

إعزف على نغماتك، ومن إحساسك، لا تحاول أن تقنع الآخرين بأفكارك، لأنهم لن يقتنعو إلا عندما تنجح في تحقيقها. أتذكر عندما قرأت عن بيتهوفن من منا لا يعرف، في فترة من الزمن قرر هذا المبدع أن يغير الموسيقى، وأدخل الريتم السريع للموسيقى، ولكن في أولى عروضه الموسيقية لقي رفضا شديدا من الجميع، إلا أنه كان يملك رؤية واسعة، وعرف أن الزمن يتغير، وألف موسيقى تصلح لما بعد عصره، وإلى اليوم لازال الناس يستمتمون بموسيقاه، لأنه فكر جيدا وكان مبتكرا. لم يقلد الآخرين، ولم يسر في طريق يريده البعض، بل سار في طريق عرف جيدا أنه الطريق الصائب.

إستفد من أحلامك

نعم أنا أقصد أحلامك، عندما تنام وتستيقظ قد تحلم بعض الأحلام الرائعة، لما لا تسجلها في دفترك، هل تعلم أن أهم افلام هذا العصر كانت مجرد حلم، فيلم هاري بوتر، كان مجرد حلم حلمت به الكاتبة رولنغ نيتها، حيث استيقضت في أحد الأيام مسرعة وكتبت فكرة الفيلم، حتى أنها كتبته على قعة قماش، وكان أهم الأفلام العالمية، وواصلت نجاحاتها بفضل حلم فقط.
كم من الأحلام أضعتها على نفسك؟
أكثر مما تتخيل، الحلم هو في النهاية قصة أو فكرة أو تجربة، إستفد منه، لأنه جزئ من أفكارك وابتكاراتك.

كيف تصبح مبتكرا
كيف تصبح مبتكرا

جد نفسك أولا

هل تعرف ماهو أهم أسباب الفشل، هو التقليد، نعم قد يسطع نجمك للحظة بسيطة، ولكن ستسقط للهاوية لأنك تقلد، حاول أن تجد نفسك، جد شخصيتك الحقيقة التي تبني بها أفكارك.
فكر في كل الناجحين الذين يأتون إلى مخيلتك، هل هناك أي شخص يقلد الآخر؟ ستجد الجميع مخلف، ستجد أفكارهم وميولاتهم، وكلامهم يخلف كثيرا، كن مثلهم في إختلافهم، ولا تكن تقلدهم.

بعد وفاة إلفيس بريسلي ظهر عشرات أو مئات الأشخاص يدعون أنهم خلفاء هذا النجم، ولكن هل سمعت عن أحدهم؟
بقي إلفيس وتاريخه، ولم يسمع أحد عن هؤلاء، إلفيس لم يكن شخصا خارقا، بل شخصا مميزا، كان يأخد موسيقى الآخرين ويضعها على شكله، لهذا كان الجميع يسميه ملك الروك. لأنه كان لديه شكله الخاص في كل شيء، في لباسه وطريقة حديثه، وغناءه وحتى طريقة ختمه للأغاني والحركة التي يقوم بها بالجيتار.
هو وجد نفسه، وجعل الجميع يسير في طريقه، فحاول أن تجد نفسك أنت أيضا. لأن النجاح والإبتكار يحتاج شخصا مميزا، يحتاج شخصا هو نفسه، وليس نسخة من الآخرين.

لا تختبئ وراء المظاهر والأشياء

المبدعون لا يحتاجون أغلى الأدوات وأغلى الألوان والمجوهرات لعمل تحفة فنية، بل بأبسط الأشياء يمكن عمل تحفة فنية بالملايين. أنظر للوحة فان جوخ أو بيكاسو وغيرهم الكثير، هل تلك اللوحات نقشت بالألماس أو الذهب؟
وفي الكتابة، هل الكتاب يبتاعون اقلاما من الذهب وأوراقا من العاج؟ بل هي كلمات كتبت بحبر بسيط، ولكن قيمة الكلمات كبيرة.
نحن عندما نجد عملا رائعا نطلق على صاحبه إسم الفنان، حتى في صباغة الحائط والبناء، عندما نجد عملا متقنا نطلق على العامل البسيط إسم فنان، لأنه كان متقنا ومبدعا.

الصبر مفتاح الفرج

كثيرا ما كنت أكره الناس الذين يقولون بأن الصبر مهم، أحب السرعة في كل شيء، ولكن في كثير من الأحيان لابد من الصبر، تعلمت من بعض المواقف أن الصبر يكون فعلا مفتاح الفرج، في أبسط شيء، وهو الطبخ، إذا أردت طعاما شهيا لابد أن تصبر عليه قليلا وتتركه على نار هادئة، لكي يكون قد استوى جيدا.
في الحياة يكون الصبر مهما، ومن خلال الصبر ستعرف هل أنت فعلا بحاجة للشيء أو لست بحاجته.
أذكر قصص العشاق قديما، عندما نقرأ عن الحبيب الذي كان يجلس تحت شرفة حبيبتك طوال الليل لمجرد نظرة منها فتشتعل فرحته وتكون تلك النظرة أجمل ما حصل عليه طوال حياته.
أمر مضحك أن يضيع الشخص وقته لأجل نظرة، ولكن عندما تجد نفسك مصرا على الأمر ومستعد للبقاء وقتا طويلا بانتظاره، إعلم أنك فعلا بحاجته.

لا تبحث عن الإبداع

لا يوجد شخص يجلس ويقول اليوم سأكتب قصيدة، أو الآن سأنهي كتابة رواية. الإبداع هو أمر يدركك ولا تدركه، قد تكون جالسا على طاولة العشاء حتى تجد فكرة رائعة تأتيك لوحدها، وقد تكون فكرة تغير حياتك. قد تكون فقط تتكلم في أمور بسيطة مع شخص ما، حتى تجد نفسك تفكر في أمر رائع قد يغير حياتك، لتجد أنك تركت النقاش وأسرعت لتطبيق فكرتك. أو كتابتها لكي لا تنساها

عندما تبحث عن الإبتكار، لا تبحث عنه في أمور جارجة عن سيطرتك، بل هو في داخلك، صحح أخطائك، وشاهد نفسك بصورتك الصحيحة، وكن صبورا، ولا تقلد أحدا، كن نفسك، وقتها ستجد نفسك مبدعا ومبتكرا، لأنك عرفت نفسك وعرفت كيف تفكر على أنك أنت. وقتها ستجد أفكارا تأتي إليك لوحدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق